يا أمة الإسراء والمعراج.. القدس تُهوّد

يا أمة الإسراء والمعراج.. القدس تُهوّد

  • يا أمة الإسراء والمعراج.. القدس تُهوّد

افاق قبل 3 سنة

يا أمة الإسراء والمعراج.. القدس تُهوّد

علي ابو حبلة

تعيش الأمّة العربية والاسلامية هذه الأيام ذكرى مرور معجزة الإسراء والمعراج، هذه الذكرى التي تحمِل دلالات كثيرة وعديدة ومختلفة، من أبرزها الربط المهمّ بين مكانة المسجد الحرام في مكة «الكعبة» وبين المسجد الأقصى في فلسطين وفي ذلك إشارة وتأكيد على المكانة العظيمة والرفيعة لفلسطين عامة، والقدس خاصة، وللمسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة بشكلٍ أخصّ وأدق.

ورغم هذه المكانة التي خلّدها القرآن، وعزّزتها السيرة النبوية، وتثبتتها الأحداث والمعارك والمواقع التاريخية... إلا أنّ اجندة  البعض في العالم العربي والإسلامي تخلو من هموم القدس، ومعاناتها، وحتى الآن متروكة ومهمشة وفريسة للنهم الاستعماري والاستيطاني ولاستئصالي الصهيوني، حيث تتعرّض منذ احتلالها عام 67م إلى المؤامرات المتباينة في الشكل والأسلوب والوحدة في هدفها وهو تهويد المدينة، وتزويد الوثائق والثبوتات، وعكس حقيقية تاريخها وجغرافيتها.

فالحفريات لها سنوات طويلة امتدّت إلى عمق الأساسات والقواعد وتوسيع نفوذ البلدية الصهيونية يوماً بعد يوم، وحظر العمل العام والسياسي للسكان المقدسيين، وسحب هوياتهم وجنسياتهم، ومصادرة البيوت والممتلكات وزرع قنابل بشرية استيطانية بحكم القضاء والمحاكم القادرة والظالمة والهابطة في نزاهتها وقيمتها وأخلاقها.. في وسط البيوت الفلسطينية، وأخيراً إخراج السكان من بيوتهم ومساكنهم وتدميرها أمام أعينهم، وأمام وسائل الإعلام، غير مكترثين بالأخلاق والأصول والقوانين والأعراف..

في ذكرى إسراء النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى المسجد الأقصى في القدس ومعراجه إلى السموات، وإمامة الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالأنبياء والرسل.. القدس حزينة والأقصى أسير وجريح ينزف الدم على مدار عقود من الاحتلال ، الجرح يتعمق، والدم يزداد، والأسى والظلام يخيم على معالم المدينة ومقدساتها وأهلها وروادها.

نتحدث اليوم عن القدس وما يتهددها من مشاريع استيطان وتهويد وزادت وتيرتها بعد قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة للكيان الصهيوني ، قلوبنا تعتصر ألماً على ما تتعرض له القدس ، فالعيون شاخصة نحوها والقلوب تهفو إليها، ولكنّ الأقدام والأجساد الاسلامية والعربية لم تلامسْ أرضها، والجباه لم تسجدْ لله على مساجدها منذ قرون بسبب سياسة ، فالاحتلال يمعن في سياسة تطهير القدس العرقيّ، وتهويدها، وتفريغها من سكانها، وتشويه صورة حضارتها وتاريخها.

إنّ القدس وما يُحاك ضدّها لشطبها من الواقع يجب أنْ تكون حاضرة في الأقلام الصحافية، ونشرات الأخبار، والتقارير التلفزيونية والإذاعية، حاضرة في الفن والفكر والثقافة، حاضرة في فعاليات المجتمع المدني، حاضرة في أجندة كل شرائح المجتمع الفلسطيني والعربي... فمهما بلغت ذروة المؤامرة ستبقى القدس في اعناق العرب والمسلمين ، وإنْ طمسوها في العيان لن يطمسوها من خلود الذاكرة.

إنّ قضية القدس يجب أنْ توحّد الجهود، والإمكانيات، وهي عامل للتوحّد وإنهاء الفرقة.. فلن تغفرَ الأجيال ولن ينسى التاريخ من ترك القدس وحيدة في مواجهة الطوفان الصهيوني.

التعليقات على خبر: يا أمة الإسراء والمعراج.. القدس تُهوّد

حمل التطبيق الأن